سرحان الركابي - الناصرية
كثيرة هي المواهب والطاقات الشابة المهملة التي تعيش بعيدا عن الاضواء والاعلام والشهرة التي استطاعت ان تؤسس لها موقع قدم في عالم الفنون الجميلة من رسم ونحت وموسيقي وتمثيل، واكثر منها تلك التي استطاعت ان تعمل بصمت ووحدة مع الابداع وتعيش وراء عالمها الصوفي الخاص في هياكل ومعابد الفن.الفنان الشاب حسين مجيد السومري عندما تشاهده في مرسمه الذي يعج بمختلف الاعمال او معبده كما يحب ان يسميه لابد وان يستحوذ علي اهتمامك ويثير فيك الدهشة والاعجاب والفضول بطريقة تعامله مع اللون والفرشاة وشفرات النحت بمهارة وتناغم تقترب من مهارة الفنانين الكبار الذين صقلت مواهبهم التجربة الطويلة مع الرسم والنحت. الشاب حسين مجيد الذي يضع خطواته بثقة ومهارة في عالم الفن في الرسم والنحت والتمثيل والموسيقي ومواهب اخري لا نعلمها، الله وحده يعلم كم عددها، يثبت بالتجربة ان الانسان في هذه الارض مسكون بالفن ... حيث ينمو الفن ويترعرع معه مثل الجينات الوراثية التي يرثها الانسان عن اسلافه.
انسان هذه الارض الذي تعامل مع الطين وخلق منه أعظم اللوحات
واقدمها هو فنان بالفطرة ولم يدخل الاكاديميات ولا مدارس الرسم او تقليعاته
المتعددة .ومثل اسلافه السومريين يعمل حسين مجيد بصمت وتوحد ويعيش في
عالمه الصوفي الخاص في هياكل ومعابد الفن، حيث يجد في تلك الطقوس ما يغني
عن كل نظريات التلقي، فالمبدع او المؤلف هو المنتج للنص وهو المتلقي في
الان نفسه مادام الفنان لا يخاطب الا ذاته فلا جمهور ولا وسائل اعلام ولا
قاعات عرض الا ما ندر، .وفي سؤالنا عن الارهاصات الاولي التي جمعت بين
السومري والفن وبداية مرحلة العشق الابدي الذي ظل يسكنه ويثير فيه كل هواجس
الابداع،، قال السومري، الفن بالنسبة لي وانا في تلك المرحلة الطفولية من
عمري كان كالغذاء والماء، فكما ان الانسان لا يستطيع ان يستغني عن تلك
الحاجات الاولية للبقاء علي قيد الحياة يمثل الفن لي شخصيا ًالحياة نفسها
وليس هامشها، فمع الفن استطيع ان اتعامل مع مخلوقاتي واشكلها بالصورة التي
ارغب فيها وبالتالي تتكون لدي حصيلة من الاعمال تعيش حياتها بطابع جمالي
ربما اتخيله كما تخيله الفلاسفة والحالمون والمصلحون، فمع مخلوقاتي كنت
اتحدث بعفوية وصدق، ابوح لهم باسراري واطلعهم علي ادق تفاصيل حياتي، وكنت
احلم معهم واشعر بانهم قريبون مني او انهم جزء من ذاتي وكياني .كثيرة هي المواهب والطاقات الشابة المهملة التي تعيش بعيدا عن الاضواء والاعلام والشهرة التي استطاعت ان تؤسس لها موقع قدم في عالم الفنون الجميلة من رسم ونحت وموسيقي وتمثيل، واكثر منها تلك التي استطاعت ان تعمل بصمت ووحدة مع الابداع وتعيش وراء عالمها الصوفي الخاص في هياكل ومعابد الفن.الفنان الشاب حسين مجيد السومري عندما تشاهده في مرسمه الذي يعج بمختلف الاعمال او معبده كما يحب ان يسميه لابد وان يستحوذ علي اهتمامك ويثير فيك الدهشة والاعجاب والفضول بطريقة تعامله مع اللون والفرشاة وشفرات النحت بمهارة وتناغم تقترب من مهارة الفنانين الكبار الذين صقلت مواهبهم التجربة الطويلة مع الرسم والنحت. الشاب حسين مجيد الذي يضع خطواته بثقة ومهارة في عالم الفن في الرسم والنحت والتمثيل والموسيقي ومواهب اخري لا نعلمها، الله وحده يعلم كم عددها، يثبت بالتجربة ان الانسان في هذه الارض مسكون بالفن ... حيث ينمو الفن ويترعرع معه مثل الجينات الوراثية التي يرثها الانسان عن اسلافه.
مع ان العموميات التي ذكرها انفاً، تلقي مزيدا من الضوء عن ذلك العشق والتوحد بين السومري وفنه، لكنه كان اكثر تفصيلاً في اجابته عن اول اعماله الفنية علي مستوي الرسم، ومن هي الشخصيات التي تاثر بها علي كل المستويات من الرسم والنحت والتمثيل والموسيقي، فكان معلم التربية الفنية محسن نصار او من تنبأ له بمستقبل واعد مع الفن .ثم ربطته علاقة مع الفنان والرسام حسين الركابي فكانت تجربته مع الركابي اكثر غني واقرب الي التجربة العملية حيث اصبح لاول مرة علي اتصال مباشر، وقد منحته هذه التجربة مزيدا من الثقة بالنفس وتجربة عملية وضعته في عالم الالوان وطريقة التعامل معها بانسيابية ومهارة عالية وحس فني رفيع .اما المحطة التي جمعته بالمصادفة في احد المنتديات الشبابية مع الفنان والنحات عبد الرحيم ثامر فكانت بمثابة انطلاقة جديدة بتجاوز عالم الطفولة ونظرته البسيطة للفن الي عالم اكثر رحابة واكثر وعيا في التعامل مع مفردات فنه .
ففي هذه المحطة اصبح علي اتصال مباشر مع جمهور النخبة المصغر، فضلا عن انه قد شق طريقه من خلال المنتديات والمهرجانات واللقاءات الثقافية علي كل المستويات، وقد حقق انجازات رائعة في معظم مشاركاته، وعن افضل عمل يعتز به، اجاب السومري ان جدارية اليتيم هي من فضلي ما انجزته رغم اعتزازي بجميع اعمالي الاخري التي لا استطيع ان افرق بينها، ، لكن ما يميز هذه الجدارية انها جمعت الرسم والنحت والخط والزخرفة، فكانت هذه الجداريه عبارة عن رواية تحكي قصة الايتام والمظلومين والمهمشين والمحرومين في الارض .. واود ان اغتنم هذه الفرصة لتوجيه انظار المهتمين بان يركزوا جهدهم لمتابعة الطاقات الشابة والاهتمام بهم وتوفير الاجواء اللازمة لهم كي يشقوا طريقهم في عالم الفن من اجل بلدهم وتاريخهم وحاضرهم وماضيهم.
رابط المقال
جريدة الزمان
.http://www.azzaman.com/index.asp?fname=2012/01/01-08/656.htmhttp://www.azzaman.com/index.asp?fname=2012/01/01-08/656.htm